بعيداً عن عالم الاقتصاد والشركات والأرباح، ماذا يُخفي هذا الاندماج بين الشركتين في مجال الذكاء الاصطناعي؟
شركة 'NVIDIA'" تستحوذ على شركة'"ARM'" مقابل 40 مليار دولار"
لَم يكُن خبرُ استحواذ شركة ""NVIDIA العالمية على شركة "ARM" خبراً عادياً في عالم التكنولوجيا والاقتصاد في العالم. وليس عالم التكنولوجيا والصناعات التكنولوجية والتقنية والاقتصاد قبل هذا الخبر كما بعده، وحتماً ليست شركة"NVIDIA" قبل هذا الخبر، بنفس القيمة والسمعة والقوّة كما بعده. ولكن ما هي شركة "ARM" التي هزّ خبرُ بيعها عالم التكنولوجيا والمال؟
شركة"ARM" هي الشركة البريطانية الأولى والرائدة في مجال التكنولوجيا. إنها الشركة الخفية (لعامة الشعب) التي تشكّل العمود الفقري في عالم التصنيع التكنولوجي عالي الجودة. تصنّع وتطوّر شركة"ARM" معالج المعلومات(Processor) ، بالإضافة إلى مساهماتها الأُخرى في أي جهازٍ الكتروني حديث، بطريقة محترفة وعالمية. ويعتمدُ على هذا المعالج عددٌ كبير من المنتجات العالمية مثل التلفونات الذكية، التلفزيونات، والساعات الذكية، وبعض السيارات الحديثة، وغيرها من الأجهزة الالكترونية.
لا تقوم كل الشركات الكبرى بتصنيع كافة العناصر التكنولوجية التي تحتاجُها في منتجاتها، فهذا يعدُّ أمراً شبه مستحيل في عالم التكنولوجيا الواسع، خاصةً حينما نتكلم عن تصنيعِ معالج المعلومات حيث يُعتبر تصنيعه من أصعب الصناعات العالمية، فيما لم تكشف بعض أسرار الشركات في هذا المجال حتى الساعة. ويسيطر على هذا المجال بشكل أساسي شركات ثلاث: "AMD"،"NVIDIA" و""Intel. ولا يخفى على أحد أن هذه الشركات هي التي تقود التطور العلمي اليوم، وتقوم بقفزات جبارة قبل الجامعات والمراكز العلمية وحتى الدول أحياناً.
عددٌ كبير من الشركات الكبرى تعتمدُ على منتجات شركة"ARM" ، وبالأخص معالج المعلومات مثل شركة "Huwaei"، "Apple"، ""Samsung،"Amazon"، ""Kindle،"Ford" وغيرها. نعم هذه الشركات العالمية التي لمع اسمها تعتمد على تصنيع هذه الشركة (90% من التلفونات العالمية تستعمل معالج شركة ARM)، ولذلك تُعتبر هيمنة شركة "NVIDIA" عليها خبراً مُرعباً للشركات العالمية، إذ أن هذا قد يقود إلى خلق "وحش" أو "أخطبوط" تكنولوجي اقتصادي جديد على غرار Microsoft""، ""Google، و""Apple، وحش تكنولوجي قد يحتكر أو يتحكم بمزاجية ومصلحة خاصة ونوايا مسبقة بهذا المنتج. ولا ننسى أن هذه الشركات تتعامل مع بعضها بروح المنافسة وتخوض "حرباً" اقتصادية وتكنولوجية حقيقية فيما بينها، حيث البقاء للأقوى والأسرع والأذكى فقط. واعتماد كل هذه الشركات سابقاً على منتجات"ARM" قد يؤدي إلى مشاكل حقيقية مستقبلاً: لا ضمانات لما قد تقوم به NVIDIA" ".
بعيداً عن عالم الاقتصاد والشركات والأرباح، ماذا يُخفي هذا الاندماج بين الشركتين في مجال الذكاء الاصطناعي؟
تُعتبر شركة "NVIDIA" من أبرز مطوري ومُستخدمي الذكاء الاصطناعي في العالمِ اليوم. وقد قامت هذه الشركة بقفزاتٍ علمية جبارة في هذا المجال: من تطوير الذكاء الاصطناعي في مجال التعرف على الصور وحتى مجال فهم اللغات البشرية، إلى مجال الآلات الذكية (السيارات التلقائية القيادة) وليس انتهاءً بمجال الألعاب الالكترونية والمجالات الطبية والمناخية، غير أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحتاج إلى قدرات حاسوبية جبّارة قد لا يكون جهازاً عادياً كافياً لها. مثلاً قد تتطلب تجربةُ واحدةٌ لتطوير برنامج ذكاء اصناعي إلى عدة سنوات على جهاز عادي، بينما تتطلبُ ثوانٍ أو دقائق على الأجهزة المتطورة التي قامت"NVIDIA" وغيرها من الشركات بتحديثها وتطويرها. هذه القفزة من وحدة المعالجة المركزية"CPU" إلى وحدة معالجة الرسومات "GPU"، هي التي فتحت الباب أمام الذكاء الاصطناعي للتطور والبروز في عالم اليوم.
إذاً إن أجهزة"GPU" المتطورة التي تقوم"ARM" بتصنيعها وتطويرها وتشغيلها، قد تكون إضافة كبرى إلى شركة NVIDIA""، وقد تكون باباً جديداً إلى قفزات كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي، وقد تؤدي إلى هيمنة كاملة على هذا المجال على مستوى العالم.
إلى أين ستقودنا هذه الشراكة؟ وما أُفق عالم الذكاء الاصطناعي بعد هذه الخطوة؟ وما سيكون مستقبل الشركات المعتمدة على تقنيات شركةARM" " في المستقبل؟ هذا ما ستكشفه لنا السنوات المقبلة.
"Related Posts
كاتب لبناني